حضرت اليوم، مسافراً من المنصورة، جمعة 20 إبريل التي سميت بجمعة تقرير المصير، أو جمعة حماية الثورة، وأنا أسميها بجمعة التسويق السياسي الإسلامي المعتاد. كان السبب الأساسي في حضور هذه الجمعة هو التعرف على مجموعة من نشطاء الدقهلية بعد انتقالي من القاهرة مؤخراً. كانت البداية مسيرة من الجيزة إلى التحرير بعد صلاة الجمعة من جامع الاستقامة، وكانت برغم عدم الالتزام برفع أعلام التيارات السياسية متنوعة ومعبرة عن التيارات المختلفة. ولكن قلما قربنا إلى التحرير تفرق كل فصيل إلى ما يدافع عنه. مع كثرة المنصات وغلبة شعار حازمون بالإضافة إلى المرسيون إلى غيرهم. وأحب أن أسجل تقديري لموقف 6 إبريل الذين تنازلوا عن منصتهم.
تفرقت عن الزملاء نتيجة للزحام، لم أستطع، نفسياً الذهاب إلى الصينية لكثافة وجود الحازمون، قررت أن أعيد زيارة شوارع التحرير التي افتقد زيارتي اليومية لها منذ زوحي من القاهرة، وقفت كثيراً في شارع محمد محمود، كثيراً جداً. تخيلته مليئاً بالدماء وتسبح فيها التيارات الإسلامية بشقيها الحازمي والمرسي. ترى، هل يرى الكائن الحازمي أن دم المسلم أغلى عند الله من هدم الكعبة؟ وهل يرى بالتالي حازمه أغلى من دم المسلم وأغلى من هدم الكعبة عند الله؟ كيف تحكمون؟ أتبيعون آخرتكم بدنيا حازم؟ أتبيعون آخرتكم ودماء إخوانكم من أجل منصب؟ بل ومنصب ليس له ملامح؟ بل ومنصب معيب؟ إنكم حتى لم تبيعوا آخرتكم ودماء إخوانكم بدنيا غيركم، بل كانت بيعة بلاش، كانت بيعة لا ربح من ورائها.
إنما سيحاسب حازمكم على كذبه، وسيحاسب رمسيكم على كونه طرطور جماعتكم، وطرطور محلسكم العسكري. تكذبون على من عندما تهتفون يسقط حكم العسكر، هل أصبح ترشيح عمر موسى حكماً للعسكر؟ هل حكم العسكر عندكم ترشيح أحمد شفيق؟ هل حكم العسكر مجرد عدم الفوز المرشح الإسلامي، سواء الحازمي أو المرسي، بالرئاسة التي تتكالبون عليها تكالب الضباع على الجيفة؟ ألا تعتبرون من التاريخ؟ ألا تعتبرون من التتار؟ ألا تعتبرون من الفرنجة؟ ألا تعتبرون أن الاتفاق من وراء ظهر المخلصين في هذا الوطن أنتم أول من سيدفع ثمنه؟
ستقولون أكلت يوم أكل الثور الأبيض، ولن تكونوا حتى من الثور، بل ضباعاً أكلت من جيفة نتنة زكمت أنوف المخلصين.
وإذا ثبت هذا الوضع، فأعدكم، سنحيا خرافاً.